6 أبريل : مازلتى فى القلب

 

احتجاج حركة 6 أبريل أمام مجلس الشعب

احتجاج حركة 6 أبريل أمام مجلس الشعب

لم يكن لدى أى رغبة فى كتابة تدوينة  فى هذا اليوم وعن هذا اليوم  حتى اننى نسيت  فى أى  يوم نحن فى هذا الشهر فلا أعرف ما سبب نسيانى المتعمد لهذا اليوم ورفضى الحديث عنه بل أحيانا الهروب منه ؟؟؟؟!!!!  ففى مثل هذا اليوم كنت أقف من ضمن المنظمين للاحتفال به ولم أعد أحتفل به قرابة عامين .

إلا أن جائتنى رسالة مشتركة بينى وبين أشخاص آخرين  من أحد الاصدقاء عبر حسابى الخاص عى الفيس بوك  كانت كالأتى :-

“اليوم هو يوم من اهم ايام حياتي يوم 6 ابريل عيد لكل من اسس ونظم وانضم لحركة 6ابريل بل أيضا. هو عيد لكل من تركوا الحركة 6 ابريل ياسادة هو كيان تربينا عليه كيان عاش جوانا. وعشنا نحن به. المجد كل المجد لكل من انضم لهذه الحركة ولاننسي شهداء الحركة الابرار ومعتقليها الرجال اللهم فك حبسهم ”

هذه الكلمات التى ارسلت من احد أعضاء الحركة حركت بداخلى ذكريات 6 سنوات من النضال والمظاهرات والاحتجاجات والاشتباكات ومؤتمرات القلة المندسة ومشاعر الحب والكراهية وأدق التفاصيل والأسرار التى كانت تدور فى المطبخ السياسى وأسباب انشقاق الحركة وترك المؤسيين الرئيسين للحركة وأسباب استقالتى منها أيضا .

انضممت الى حركة 6 ابريل بقلبى أولا  قبل أن أنضم اليها كعضو نشط فاحداث المحلة التى أشتعلت عام 2008 ضد الغلاء والفساد وحدثت على آثرها  اشتباكات بين الامن والمواطنيين  على مدار يومين أو أكثر وتم حصار المحلة من الامن لا احد يدخل أو يخرج منها حتى لا تنتقل الثورة الى المدن الاخرى فهذه كانت الضربة الاولى فى عرش النظام وخرجت من رحمها فكرة الحركة لتكمل مسيرة عمال المحلة البسطاء لاسقاط النظام واستبداده   .

الشهيد سيد وزة أحد أعضاء حركة 6 أبريل

الشهيد سيد وزة أحد أعضاء حركة 6 أبريل

تعرفت فى خلال هذه السنوات على أفضل وأنقى الشباب حبا للوطن كانوا أسود فى الميدان وقت المعركة يقودوا الملايين فى مظاهرات حاشدة لتهتز الأرض  تحت أقدامهم .  منهم من ضحى بحياته خلف الاسوار، ومنهم من ضحى بدمائه ليصعد الى السماء ومنهم من قرر الاستقالة والانضمام لحزب الكنبة مثلى !! .

ولا أستطيع أن أنكر أيضا اننى تعرفت فيها على الأنفس المريضة  بحب النجومية والشهرة والشو الاعلامى ف 6 أبريل ما هى الا جزء من المجتمع ومثل أى مؤسسة الادارة فيها هى الركيزة الاأساسية لنجاحها .  فتزايد الصراعات الداخلية انعكس بشكل واضح على تفاعلها  وأدى ذلك الى استقالة العديد من النشطاء ومن جهة أخرى استبداد النظام الحالى الذى فاق كل الانظمة البالية من اعتقالات لكل النشطاء وتشويه صورتها  إعلاميا بإنها مدعومه من الخارج أنعكس فى نهاية الأمر على دورها فى الشارع .

والان بعد مرور 8 سنوات على إنشاء حركة 6 أبريل اود أن اشكر كل من ساهم فى تأسيس هذا الكيان وكل من علا صوته فى الميدان نداء للحق وللزميل الذى دفعنى لكتابة هذه التدوينة والبحث فى أرشيف صورى لأتفاجأ بصور لم أكن أعلم انى التقطتها فعليا . وأرجو من الله أن يفك آسرى المعتقلين ويرحم شهدائنا ويرزقنا الصبر ويزيل غمة بلادى وأن يستكمل شبابها الجدد المسيرة .

وفى النهاية مازالت 6 أبريل فى القلب

أبريلية وأفتخر

 

اعتصام حركة 6 أبريل فى ميدان التحرير فى يوليو 2011

اعتصام حركة 6 أبريل فى ميدان التحرير فى يوليو 2011

اعتصام الحركة فى ميدان التحرير ضد ترشح شفيق للانتخابات

اعتصام الحركة فى ميدان التحرير ضد ترشح شفيق للانتخابات

اعتصام الحركة فى ميدان التحرير ضد ترشح شفيق للانتخابات

اعتصام الحركة فى ميدان التحرير ضد ترشح شفيق للانتخابات

 

 

أحد مؤسسين حركة 6 أبريل فى أحداث محمد محمود

أحد مؤسسين حركة 6 أبريل فى أحداث محمد محمود

 

 

وداعا سيف المظلومين

شاب يرفع علم عليه صورة احمد سيف الاسلام أثناء تشييع جنازته

شاب يرفع علم عليه صورة احمد سيف الاسلام أثناء تشييع جنازته

 

” إنتوا غيرنا أنا فاكر لما اتقبض عليا واعتقلت زوجتى كتبت خطاب لمنظمة العفو الدولية وقعدت تدور على حد مسافر بره ياخدوا معاه ، لكن انتوا تدوسوا على زرار تقدروا توصلوا للعالم إنتوا عملتوا اللى احنا مقدرناش نعملوا أنا فخور بيكوا ، استمروا فى نضالكوا وثورتكوا وهتوصلوا “.

كانت تلك كلمات الناشط الحقوقى والمناضل ” أحمد سيف الاسلام ” لنا فى إحدى ورش العمل عن الديمقراطية التابعة لمركز ” القاهرة لحقوق الانسان ” بعد ثورة 2011 مباشرة ، وكنت فى هذه الفترة منتمية لحركة 6 ابريل (إحدى الحركات الشبابية التى نشأت بعد أحداث المحلة عام 2008 لمحاربة فساد نظام مبارك )

كانت هذه المرة الاولى التى ألتقى فيها ” سيف ” وجها لوجه ، فكثيرا ما سمعت وقرأت عنه وعن كفاحه عن قضايا المظلومين دون مقابل ونضاله ضد نظام فاسد مستبد، واعتقاله العديد من المرات وتعرضه للتعذيب فى حكم عبد الناصر والسادات ومبارك وهذا ما دفعه أن يكون نصيرا لمن خلف القضبان حيث كان عضوا فى فريق المحامين عام 2008  عن 49 شخصاًحوكموا أمام محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ) في طنطا شمالي القاهرة بتهمة الاشتراك في الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في 6 أبريل 2008 تضامناً مع التحرك العمالي في مدينة المحلة، الذي نظمّه عمال النسيج وشابه أعمال عنف.

هو أيضا مؤسس مركز هشام مبارك للقانون (مركز حقوقى مصرى يعمل فى مجال حقوق الانسان من خلال التقاضى والحملات والابحاث القانونية) ، ومن خلال هذا المركز تولى الدفاع عن الكثيرين من الذين انتهكت كرامتهم الإنسانية أمام المحاكم المدنية والمحاكم العسكرية خاصة شباب الثورة

كم كان صعب عليه فى أيامه الاخيرة ألا يشعر بوجود فلذات كبده بالقرب منه وهو فى لحظات مرضه الشديدة فإبنته سناء ونجله علاء محبوسين على ذمة قضية تظاهر بدون تصريح، الأولى فى أحداث قصر الإتحادية فى يونيو الماضى والثانى فى أحداث مجلس الشورى فى نوفمبر الماضى ،فما شابه أباه فما ظلم حيث اعتقل علاء أكثر من مره فى عهد مرسى وطنطاوى وأخيرا السيسى فتشابهت أحداث اعتقاله مع أحداث اعتقال والده حيث ولد خالد إبن علاء والحفيد الأول لسيف وهو معتقل فى عهد مرسى مثلما ولدت منى الإبنة الوسطى لسيف وهو معتقل فى سجون مبارك .

«أنا آسف إنى ورثتك الزنازين اللى أنا دخلتها، لم أنجح في توريثك مجتمعا يحافظ على كرامة الإنسان، وأتمنى أن تورث خالد حفيدي مجتمعا أفضل مما ورثتك إياه ” كانت تلك رسالة وجهها ” سيف ” لنجله ” علاء ” في أحد المؤتمرات الصحفية بعد القبض عليه في نوفمبر 2013.

وكانت اّخر كلماته قبل رحيله وكأنها وصية لكل الحقوقيين والنشطاء الثوريين «خدوا بالكوا تبرير إهدار كرامة الإنسان شديدة الاتساع، لن نسمح في أي وقت من الأوقات أن نبرر حتى لأنفسنا إهدار كرامة الإنسان»

وداعا الإنسان فى زمن لا يعرف إلا الجحود ، سنظل على دربك وطريقك سنعمل بوصيتك ، سنستمر فى النضال

وداعا أستاذى ومعلمى الانسانية

وداعا الأب والقدوة

وداعا سيف المظلومين …..

 

 

الصور المرفقة بالمقال من تصويرى أثناء تشييع  الجنازة

 

أحباء المناضل احمد سيف الاسلام يلقون نظرة الوداع الاخيرة

أحباء المناضل احمد سيف الاسلام يلقون نظرة الوداع الاخيرة

رفع لافتات اثناء تشييع جنازته تصور تحدى سيف الاسلام لاستبداد الداخليه رسمها رسام الكاريكاتير " كارلوس لاتوف "

رفع لافتات اثناء تشييع جنازته تصور تحدى سيف الاسلام لاستبداد الداخليه رسمها رسام الكاريكاتير ” كارلوس لاتوف ”

خالد على مرشح الرئاسة السابق والناشط العمالى وهو يحمل نعش سيف الاسلام بعد الصلاة عليه لنقله لمثواه الاخير

خالد على مرشح الرئاسة السابق والناشط العمالى وهو يحمل نعش سيف الاسلام بعد الصلاة عليه لنقله لمثواه الاخير