معاناة ” أبى “

download

“ما أخدتش من الدولة حاجة غير المرض”

هذه العبارة دائما ما يرددها “أبى” خاصة عندما يشتد عليه الألم .

 فأبى مريض بفيروس ” سى ”  نقل اليه أثناء اجرائه لعملية أسترة بالقلب فى احدى المستشفيات الحكوميه الكبرى فبالرغم  من اصرار والدتى وهى تعمل مدرسة تمريض  فى إحدى المعاهد الحكومية على  اختيار هذه المستشفى لخوفها من نقل اى عدوى اليه الا انه حدث ما لم يكن تتوقعه  !!!!

معاناة “أبى” ما هى الا معاناة 12 مليون مصرى مصاب بفيروس سى منهم أطفال وشباب بالاضافة الى الشريحة الكبرى من كبار السن  ويتزايد هذا العدد بشكل يومى لعدم توافر الوعى والإرشادات الصحية  مع عدم وجود حملات إعلامية للمواطنين توضح لهم أسباب إنتشار المرض وكيفية الوقاية منه أسباب  إنتشار المرض . فإستخدام أدوات المريض الشخصية هى احدى أسباب إنتشار المرض  مثال على ذلك ” ماكينة الحلاقة” المستخدمة فى صالونات الحلاقة للرجال حيث تستخدم لأكثر من شخص دون تعقيم  علاوة على سوء الخدمات الصحية فى المستشفيات وعدم التعقيم الجيد للأدوات الطبية بالاضافة الى عدم مصداقية بعض المرضى فى الافصاح عن مالديهم من عدوى او عدم معرفة الشخص المصاب بإصابته حيث أن فترة حضانة الفيروس من 5 الى 10 سنوات حتى تظهر الاعراض  .

فالكبد هو عضو مهم فى جسم الانسان وظيفته التخلص من السموم وتخزين السكريات لحين الحاجة إليه ومن ثم تنظيم مستواه فى الدم وعند هجوم الفيروس للجسم يقوم بعمل خلل فى هذه الوظائف فنجد أن مريض الكبد  يشعر دائما بالخمول الشديد وعدم القدرة على أداء أى نشاط بدنى ولو بسيط   وقد تطور حالة المريض عندما يبدأ تليف الكبد ولا يستطيع اداء وظيفته بالكامل ويبدا ترسيب الامونيا السامة فى الجسم ودخول المريض فى غيبوبة الا ان يتوقف جسده نهائيا .

كل هذا يعانى منه مريض الكبد بالإضافة  الى فاتورة علاج تتراوح بين 500 جنيه الى 1000 جنيه شهريا وهذا بالنسبة للحالات الغير متقدمة فى المرض فعدم توافر أى تأمين صحى لهؤلاء المرضى خاصة الفقراء وعمال اليومية  الذين لا يستطيعون الانفاق على علاجهم  فيضطرون بقبول  علاج المستشفى او ما يسمى “علاج على نفقة الدولة” وهو دواء رخيص لا يفيد المريض مثل الدواء المستورد باهظ الثمن .

نهاية محتومة وموجعة كلنا نعلمها جيدا  أنا وإخوتى وأمى  حتى “أبى ” حيث هناك المئات فقدوا حياتهم بسبب هذا الفيروس  . لكن لدينا أمل  فى الله عز وجل ثم عقار “السوفالدى” الذى فتح أبواب الأمل فى شفاء كثير من المرضى .

777

ففرحة “أبى” عند تسجيل أسمه على الموقع الذى خصصته “وزارة الصحة والسكان  “وانتظار دوره فى الحصول على الدواء حتى يستطيع أن يأكل كل ما يتمناه ويمارس حياته بشكل طبيعى ليس لها مثيل . أتمنى فعلا أن تصدق الدولة فيما تقوله  وأن يكون شافى لحالة “أبى” وغيره  لكن مع الاسف هذا الدواء لا يفيد الحالات المتقدمة فى المرض والميؤس منها فأدعو الله  عز وجل أن يعفو عنهم ويخفف من آلامهم .