وداعا سيف المظلومين

شاب يرفع علم عليه صورة احمد سيف الاسلام أثناء تشييع جنازته

شاب يرفع علم عليه صورة احمد سيف الاسلام أثناء تشييع جنازته

 

” إنتوا غيرنا أنا فاكر لما اتقبض عليا واعتقلت زوجتى كتبت خطاب لمنظمة العفو الدولية وقعدت تدور على حد مسافر بره ياخدوا معاه ، لكن انتوا تدوسوا على زرار تقدروا توصلوا للعالم إنتوا عملتوا اللى احنا مقدرناش نعملوا أنا فخور بيكوا ، استمروا فى نضالكوا وثورتكوا وهتوصلوا “.

كانت تلك كلمات الناشط الحقوقى والمناضل ” أحمد سيف الاسلام ” لنا فى إحدى ورش العمل عن الديمقراطية التابعة لمركز ” القاهرة لحقوق الانسان ” بعد ثورة 2011 مباشرة ، وكنت فى هذه الفترة منتمية لحركة 6 ابريل (إحدى الحركات الشبابية التى نشأت بعد أحداث المحلة عام 2008 لمحاربة فساد نظام مبارك )

كانت هذه المرة الاولى التى ألتقى فيها ” سيف ” وجها لوجه ، فكثيرا ما سمعت وقرأت عنه وعن كفاحه عن قضايا المظلومين دون مقابل ونضاله ضد نظام فاسد مستبد، واعتقاله العديد من المرات وتعرضه للتعذيب فى حكم عبد الناصر والسادات ومبارك وهذا ما دفعه أن يكون نصيرا لمن خلف القضبان حيث كان عضوا فى فريق المحامين عام 2008  عن 49 شخصاًحوكموا أمام محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ) في طنطا شمالي القاهرة بتهمة الاشتراك في الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في 6 أبريل 2008 تضامناً مع التحرك العمالي في مدينة المحلة، الذي نظمّه عمال النسيج وشابه أعمال عنف.

هو أيضا مؤسس مركز هشام مبارك للقانون (مركز حقوقى مصرى يعمل فى مجال حقوق الانسان من خلال التقاضى والحملات والابحاث القانونية) ، ومن خلال هذا المركز تولى الدفاع عن الكثيرين من الذين انتهكت كرامتهم الإنسانية أمام المحاكم المدنية والمحاكم العسكرية خاصة شباب الثورة

كم كان صعب عليه فى أيامه الاخيرة ألا يشعر بوجود فلذات كبده بالقرب منه وهو فى لحظات مرضه الشديدة فإبنته سناء ونجله علاء محبوسين على ذمة قضية تظاهر بدون تصريح، الأولى فى أحداث قصر الإتحادية فى يونيو الماضى والثانى فى أحداث مجلس الشورى فى نوفمبر الماضى ،فما شابه أباه فما ظلم حيث اعتقل علاء أكثر من مره فى عهد مرسى وطنطاوى وأخيرا السيسى فتشابهت أحداث اعتقاله مع أحداث اعتقال والده حيث ولد خالد إبن علاء والحفيد الأول لسيف وهو معتقل فى عهد مرسى مثلما ولدت منى الإبنة الوسطى لسيف وهو معتقل فى سجون مبارك .

«أنا آسف إنى ورثتك الزنازين اللى أنا دخلتها، لم أنجح في توريثك مجتمعا يحافظ على كرامة الإنسان، وأتمنى أن تورث خالد حفيدي مجتمعا أفضل مما ورثتك إياه ” كانت تلك رسالة وجهها ” سيف ” لنجله ” علاء ” في أحد المؤتمرات الصحفية بعد القبض عليه في نوفمبر 2013.

وكانت اّخر كلماته قبل رحيله وكأنها وصية لكل الحقوقيين والنشطاء الثوريين «خدوا بالكوا تبرير إهدار كرامة الإنسان شديدة الاتساع، لن نسمح في أي وقت من الأوقات أن نبرر حتى لأنفسنا إهدار كرامة الإنسان»

وداعا الإنسان فى زمن لا يعرف إلا الجحود ، سنظل على دربك وطريقك سنعمل بوصيتك ، سنستمر فى النضال

وداعا أستاذى ومعلمى الانسانية

وداعا الأب والقدوة

وداعا سيف المظلومين …..

 

 

الصور المرفقة بالمقال من تصويرى أثناء تشييع  الجنازة

 

أحباء المناضل احمد سيف الاسلام يلقون نظرة الوداع الاخيرة

أحباء المناضل احمد سيف الاسلام يلقون نظرة الوداع الاخيرة

رفع لافتات اثناء تشييع جنازته تصور تحدى سيف الاسلام لاستبداد الداخليه رسمها رسام الكاريكاتير " كارلوس لاتوف "

رفع لافتات اثناء تشييع جنازته تصور تحدى سيف الاسلام لاستبداد الداخليه رسمها رسام الكاريكاتير ” كارلوس لاتوف ”

خالد على مرشح الرئاسة السابق والناشط العمالى وهو يحمل نعش سيف الاسلام بعد الصلاة عليه لنقله لمثواه الاخير

خالد على مرشح الرئاسة السابق والناشط العمالى وهو يحمل نعش سيف الاسلام بعد الصلاة عليه لنقله لمثواه الاخير