ممنوع اللمس

لا #للتحرش ، ممنوع اللمس،Harassment# . من احدى مسيرات ضد التحرش يوم 14-6-2014

صورة من مسيرة #لا_للتحرش امام دار الاوبرا المصريه يوم 14-6-2014 حقوق الملكية محفوظه لصاحبة المدونة ولا يجوز نشرها او استخدامها الا بعد الرجوع اليها

ممنوع اللمس

هذه هي تجربتي الأولى في الإفصاح عن بعض مما تعرضت إليه من وقائع تحرش، ربما وجدت بعض الصعوبة في البداية لكنى غالبت مخاوفى إلى حد كبير.

بالرغم من دراستى العلمية لم أكن أتوقع يوما العمل في مهنة التصويرالصحفى،وتفاجأت من تأقلمى معها بما فيها من مشقة ،نظرا لحبى لها، إلا أن التحرش يفسد الاستمتاع بمهنتى ويعترض طريقى دائما.

#التحرش

لقد أصبح التحرش عادة  يومية فى مصر، تتعرض لها الفتيات بشكل مستمر، بكل صوره، فحتى التحرش اللفظى لا تسلم منها المنتقبات ولا المحجبات، بعيدا عن الزي الجميع سواء فى المعاناة من التحرش.

بطبيعة الحال مع إرتدائى الحجاب لا أسلم أنا أيضا من التحرش، وأشد الوقائع إيلاما، بالنسبة لى كانت فى المسيرة المناهضة لحكم الإخوان ، والتي نظمت بتاريخ ” 24 اغسطس عام 2012″، أي قبل عامين تقريبا.

حينها تعرضت للتحرش عن طريق اللمس أمام قصرالاتحادية – القصر الرئاسي- عند محاولتى إعتلاء أحد الأسوار لالتقاط صور للمسيرة ، فإذا برجل ضخم يهاجمنى من وراء ظهرى قائلا ” استنى أساعدك تطلعى هاتى ايديك “،وتفاجأت أنه حملنى من خصرى ، حاولت مقاومته صارخة بأعلى صوتى، لكن لا مجيب فالجميع يهتفون بقوة ، إلاأننى تمكنت من الهرب واستطعت الجري.

بعد هذه الواقعة المؤسفة لم أشارك في تغطية أي حدث لمدة أسبوعين. بعدها بفترة وجيزة ذهبت لتغطية ميدانية أخرى في ميدان التحرير، جاءأحد الاشخاص وقال ” أناعارف مكان حلوأوى ممكن تيجى تصورى منه هتاخدى صور كويسة “،وهنا قررت التعامل معه بعنف، فتغير حديثى مباشرة إلى توجيه السباب دون أن أدرى فخاف ورحل سريعا.

الخوف أصبح يسيطرعلي فى كل عمل أمارسه، أذكر من شهر أثناء تصويرى لفوانيس رمضان فى منطقة مصرالقديمة،جاء 3 شباب على حياء قال أحدهم :”لوسمحتى”، ففزعت في البداية ،واحتضنت الكاميرا مثل الطفلة الصغيرة،  فقال لى:”أسف أريد شراء كاميرا ولا أعرف المكان المناسب للشراء هل يمكن أن تنصحينى؟”

قبل أن يفاجأنى بسؤاله شعرت بقدر لا يوصف من الرعب والخوف لأنى تصورت أنهم سوف يسرقواالكاميرا أويتحرشون بى، والثانية هي الأصعب بالنسبة لى.

ممارسة مهنة التصويرالصحفي  أصبحت شاقة وصعبة، فى ظل الأجواء السياسية التى تشهدها البلاد،  كثيرا ما تطاردك عبارة ” أنتى بتصورى إيه ممنوع متصوريش”، حتى رجال الأمن منهم الكثير الذي يضع يده على عدسة الكاميرا مرددا :”ممنوع يا آنسة”.

إلا أن التحرش هوأخطرها على الإطلاق،وزاد فى الثلاث سنوات الماضية ، يحضرنى بصفة خاصة على سبيل المثال قضية #ياسمين البرماوى ، الفتاة التي تحرشوا بها فى ميدان التحريرفى الذكرى الثانية للاحتفال بثورة 25 يناير، عام 2013 عندما تجمع حولها شباب مزقوا ملابسها بالسكاكين والمطاوى، فخرجت المئات من نساء مصرفى مسيرة حاملين السكاكين والأسلحة البيضاء، تعبيراعن الغضب من الواقعة، تكررت الوقائع بعد حادثة فتاة التحرير، ونظمت منظمات المجتمع المدنى بمشاركة العديد من ربات البيوت بتنظيم وقفة احتجاجية أمام دارالأوبرا المصرية، طالبن فيها بإعدام كل من تسول له نفسه إيذاء أي فتاة حتى لو باللفظ ،وعبرن عن ذلك بوضع علامة يد على أجسادهن تعنى ” ممنوع اللمس “.